احترت والله واحتار دليلى مثل كل المشاهدين والمتابعين للهوجة الإعلامية التى نعيشها منذ فترة وازدادت بكثرة فى الأيام الأخيرة.
ويبدو أن الحياة وأحوالها فى بلدنا لها طبيعة ومزاج خاص يختلف عن العالم..
ولذلك تجد فى كل حقبة أو فترة زمنية ظاهرة تنتشر بسرعة الصاروخ.
كان من يملك المال زمان ويريد أن يشتهر يدخل عالم السينما من باب الإنتاج
ليصبح فى دائرة الأضواء، وبعد أن تدهور حال الفن لجأ إلى الدسىء فى المجال
الرياضى، وخاصة فى الأندية الكبيرة والاتحادات الرياضية وذهب البعض إلى
إصدار الصحف من أجل الدفاع عن مصالحه أو استثمار علاقاته لجلب مصلحة جديدة،
وتطورت الطموحات بعد ذلك، وتحول الإعلام إلى الفضاء الواسع وأصبحنا نرى
قناة فضائية جديدة كل يضعه أيام.
ونظرا لتنوع البرامج وكثرة القنوات زادت الحاجة إلى وجود ضيوف لشغل المساحة
الزمنية وجذب المشاهدين.. وباستثناء قلة من القنوات الخاصة التى تجتهد
لتقديم خدمة إعلامية محترمة وتشكيل الوعى السياسى والاجتماعى للمشاهد، نجد
أن أغلبية القنوات قد تحولت إلى مولد إعلامى بدون صاحب وبات من السهل على
أى "تافه" أو جاهل أن يتحدث فى شتى القضايا كأنه "أبو العريف".
وأصبح كل من هؤلاء المدعين يطلق عليه لقب "خبير" مرة أمنى ومرة إستراتيجى–
ولو أنى مش عارف يعنى إيه إستراتيجى– وأحيانا سياسى أو قانونى، ولا مانع أن
يكون خبيرا فى الرياضة وهو لم يرتد يوما زيا رياضيا فى حياته، المهم أن
تكون له علاقات أو مصالح مشتركة مع القائمين على القناة ليظهر بطلعته
البهية على الشاشة.
هذا النوع من هواة الشهرة ليس لديه مانع من الحديث فى أى قضية ولو أدى
كلامه إلى إشعال الحرائق.. وتجد أمثال هؤلاء متواجدين فى مدينة الإنتاج
الإعلامى يتنقلون ما بين القنوات فى خفة العصافير من أجل السبوبة دون أى
اهتمام بالثمن الذى يدفعه المشاهد من أعصابه.
يجب أن يجتمع أهل الخبرة الإعلامية الحقيقيين لوضع حد لهذه المهازل التى
نراها بصفة يومية على الشاشات وأن يتم عمل ميثاق إعلامى، يؤكد على مهنية
الإعلام.
ارحمونا من غربان الفضائيات الذين يثيرون الفتنة بين طوائف الشعب ولن ينصلح
حال بلدنا إلا بعد أن نتخلص من غربان البرامج.. صدقونى هم المنتفعون
وأصحاب المصالح وخبراء للإيجار.
لا شك أن عشاق الكرة المصرية يتابعون بشغف مباريات الدورى الممتاز وهم
سعداء بالبداية الساخنة للمسابقة والتى حفلت بالإثارة والتشويق، لغزارة
الأهداف وأيضا للمفاجآت التى قلبت الحسابات.
وكان المستوى الذى ظهر عليه الزمالك فى مباراته أمام غزل المحلة مرضيا
للجماهير التى خرجت سعيدة للأداء والنتيجة بغض النظر عن المستوى الضعيف
للمحلة، وظهر جليا روح الود بين اللاعبين شيكابالا وعمرو زكى واحمد حسن
وميدو.
ومن منطلق الحرص على استمرار الدورى بنجاح أناشد الجماهير بالتحلى بالروح
الرياضية والالتزام بالصبر على فرقها لأن الموسم طويل وكل شىء وارد، ولا
تهاون مع الخارجين على النص ومثيرى الفوضى لأن نجاح الموسم هدف كل من يعمل
فى المنظومة الرياضية.. والله الموفق.
السبت أكتوبر 22, 2011 6:58 pm
